??? استشهاد #السیدة_رقیة سلام الله علیها 

⬛️ كانت حبیبة أبیها من نعومة أظفارها و منذ فقدت أمها في السنة الأولی من عمرها، كان #الحسین علیه السلام یمثّل الأم و الأب لها. یزداد تعلّقها بأبیها الحسین علیه السلام یوم بعد یوم و لا شك أنَّ علاقة البنت بأبیها علاقة ودّ لا توصف. 

⬛️ لكنّه تغیّر كلّ شئ في یوم واحد وفي ساعات قلیلة تغیّرت حیاة #الطفلة رقیة وانقلبت رأسًا علی عقب. خابت الآمال و دمعت العیون واسودَّت الخدود والمتون في یوم واحد ومن الصباح إلی اللیل فقدت إخوتها وقتل والدها ورفع رأسه علی القنا. تبدّل العزّ إلی الذلّ و تبدّلت من طفلة صغیرة یحن علیها كل من یمرّ علیها  إلی #أسیرة غُصب منها حلّیها وأحرقت الخیام علی رأسها وفرّت في البیداء مخافة الموت، تبدّلت رقیة سلام الله علیها من طفلة عزیزة إلی أسیرة وتبدّل موضع تقبیل والدها إلی موضع الضرب واللّطم، ومتنها إلی غرض للسّیاط وكعب الرّماح ومن حجر والدها الحنون إلی محامل الإبل الهزّل. أخذ الطریق منها مأخذاً.

⬛️ غیّرت الشمس لونها وانحنت من كثرة المصائب وكأنّ الناظر إلیها ینظر إلی امرأة عجوز قد انحنی ظهرها وأتعبها مرور الأیام والدّهر.

⬛️ طال الفراق حتّی نزلت #خربة_الشام فكانت كثیرة #البكاء علی أبیها لیلاً ونهاراً إلی أن أزعج نیاحها وصوت مطالبتها للحق یزید بن معاویة فأمر برأس أبیها لیُحمل إلیها. استضافت رأس والدها في خربة مظلمة لا سقف لها تقیهم من حرارة الشمس ولا من برودة اللیل، فضمّته إلی صدرها تنوح وتضج علیه قائلةً: أبة من الّذي #أیتمني علی صغر سني، من للیتیمة حتی تكبر، أبة من الذي قطع رأسك و خضّب شیبتك، و لا زالت تقول أبة و أبة و تنوح إلی أن فارقت الدنیا في الخامس من شهر صفر سنة 61 للهجرة ودفنت في الخربة نفسها والیوم لها ضریح شامخ یزورها المؤمنون من أقصی بقاع الأرض.