السلام على زينب الكبرى عقيلة الهاشميين
نبارك لكم بأروعِ التهاني و المسرّات بهذا المولد البهيج.
في غضون العام السادس من الهجرة النبوية احتضن البيتُ العلويّ الفاطميّ النيّرُ ـ بكل فرحٍ وسرور ، و غبطة و حُبُور ـ فرخاً ثالثاً مبارَكاً ، ففي اليوم الخامس من جمادى الأولى وُلدت السيدة زينب الكبرى ، في جوف دارٍ ينبثق منه العلم الغزير و ينبثّ منه الأخلاق النبيل و تَتبلورُ منه السجيّاتِ المُبجّلةُ حيث تستبطِنُ في كنفِها الرسولُ الخاتم و و الوصيُّ أمير المؤمنين و البتول فاطمة عليهم السلام ، فراقِبِ الغايةَ و ما يُحصَدُ من هذا البيتِ في النهاية .
و على تِلوِه فإنّ اسمَها المُدلي على المسمى بكلِ صراحة ، إمّا صِيغَ من «زين» و «أب» و إمّا كلمة بسيطـة لا مركبة و هي اسمٌ لشجرة أو وردة .
فالركيزة المُميّزة بشأن السيدة زينب هي أنها تلقّت دروسَ التربوية الراقية و تلألأ و باحَ من سلوكيّاتِها هاتِ التعاليم الرائدة فتجلّى تماماً في ظروف عاشوراء و وقائعِ كربلاء ، و إليك نموذَجاً ضئيلاً منه : ألا و هو الفصاحة والبلاغة و الإخبار عن المستقبل و المعرفة المُفعَمة بعلمِ الإمامة و عزةِ نفسانيّتِها الهائلة والشجاعة الصارمة و العقل الوفير و ما إليها ، فالْنَتأمّل مليّاً ما رَمزَ إليه الإمام السجاد بشأنِها الخاص : يا عمة أنتِ بحمد الله عالمة غير معلّمة و فهِمة غير مفهمة.
ومن ما روتها عن أمها الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها:
إنَّ السَّعیدَ کُلَّ السَّعیدِ، حَقَّ السَّعیدِ مَنْ احَبَّ عَلیّاً فی حَیاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ( الأمالی للصدوق)