?ولد الإمام علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا(عليهم السلام) بِصَرْيا من ضاحية مدينة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، للنّصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومئتين للهجرة النبوّية الشريفة.
يكنى أبو الحسن، وقد يعبر عنه في رواياتنا بأبي الحسن الثالث؛ و أُمّه سُمانة المغربية.


?ولا خلاف بين أرباب التواريخ والسير على أنّ الإمام الهادي عليه السلام هو المرجع لأهل العلم والفقه والشريعة في زمانه، وكان عليه السلام علماً لا يُجارى من بين أعلام عصره. والكل محتاجون إلى عظيم علمه، و لا حاجة له بهم، لأنه الاخذ عن مناهل الوحي.
?وحفلت الكتب العلمية في الرواية والحديث والمناظرة والفقه والتفسير وأمثالها بما أُثر عنه، واستلهم العلماء من علومه ومعارفه.

?وكان ذا هيبة وجلال يعظمه الصغير والكبير، مع حداثة سنه في الظاهر. 
كما نرى ذلك في حكاية يرويها محمّد بن الحسن الأشتر العلوي، قال: «كُنْتُ مَعَ أَبِي عَلَى بَابِ المُتَوَكِّلِ، وَأَنَا صَبِيٌّ فِي جَمْعٍ‏ مِنَ النَّاسِ، مَا بَيْنَ طَالِبِيٍّ إِلَى عَبَّاسِيٍّ وَجَعْفَرِيٍّ، وَنَحْنُ وُقُوفٌ إِذْ جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ، تَرَجَّلَ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لِمَ نَتَرَجَّلُ لِهَذَا الْغُلَامِ، وَمَا هُوَ بِأَشْرَفِنَا وَلَا بِأَكْبَرِنَا وَلَا بِأَسَنِّنَا، وَاللهِ لَا تَرَجَّلْنَا لَهُ.

فَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: وَاللهِ لَتَتَرَجَّلُنَّ لَهُ صِغرَةً إِذَا رَأَيْتُمُوهُ ـ يعنون أبا الحسن عليه السلام ـ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَقْبَلَ، وَبَصُرُوا بِهِ حَتَّى تَرَجَّلَ لَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: أَلَيْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ لَا تَرَجَّلُونَ لَهُ! فَقَالُوا لَهُ: وَاللَّهِ مَا مَلَكْنَا أَنْفُسَنَا حَتَّى تَرَجَّلْنَا».

? كانت امامته العامّة في الثامنة من عمره الشريف، بتأييد من الله تعالى. وقد عرفت الشيعة ذلك بالنصوص الواردة عن الائمة عليهم السلام وابيه الإمام الجواد عليه السلام. ولم ينكر امامته مع صغر سنه الظاهرية، لمعرفة الشيعة بأن مقام الإمامة الإلهية اختيار من الله سبحانه و تعالى.